الأحد، 22 ديسمبر 2013

إعلام الأفاضل بخطورة مقولة « خُذ الحقَّ واترك الباطل »

 إعلام الأفاضل بخطورة مقولة  « خذ الحقَّ واترك الباطل! » 

     الحمد لله والصّلاة والسلام على رسول الله وبعد .

فهذا جزء من [ سلسلة وقفات مع محمد سيد حاج - رحمه الله - ]  « الحلقة الثالثة »، اقتبسته للحاجة إليه و لخطورة هذه المقولة وإنتشارها بين العامة!  بل وعند بعض طلبة العلم- اصلح الله الجميع -  .

قال محمد سيد حاج - رحمه الله - متحدثاً عن سيد قطب : [يوخذ عنه - أي العلم -لا يوخذ خطأه ] .

قلت - أبو عبدالله - : هذا قمّة التلبيس على الشباب وهذه المقولة من المقولات الخطيرة التي حذَّر منها أهل السُّنَّة من قديم الزمان! بأن نأخذ من المبتدع الحق!  ونترك خطأه وباطله! .

قيل للأوزاعي: إنَّ رجلاً يقول: أنا أجالس أهل السنة وأجالس أهل البدع؟فقال الأوزاعي: ((هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل))،

علّق الإمام ابن بطه فقال:صدق الأوزاعي؛ أقول: إنَّ هذا رجل لا يعرف الحق من الباطل، ولا الكفر من الإيمان، وفي مثل هذا نزل القرآن، ووردت السنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم؛قال الله تعالى: "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم"، وذكر حديث (الشاة العائرة بين الفريقين)،

ثم قال: ((كثر هذا الضرب من الناس في زماننا هذا!، لا كثَّرهم الله، وسلَّمنا وإياكم من شر المنافقين، وكيد الباغين، ولا جعلنا وإياكم من اللاعبين بالدين، ولا من الذين استهوتهم الشياطين، فارتدوا ناكصين، وصاروا حائرين)).

فقد سئل الشَّيخ العلاَّمة اللحيدان - حفظه الله -

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ: ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ ﻳﺠﺎﻟﺲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻛﻔﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﺗﻔﺮﻳﻘﺎً ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺟﺎﻟﺲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ( ﻫﺬﺍ ﻣﺒﺘﺪﻉ، ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻳﺪﻋﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻪ . ﻧﻌﻢ ) 

[ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ  ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻂ ﺩﺭﺱ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ بتﺎﺭﻳﺦ 23/10/1418 ]

قال الشَّيخ العلاَّمة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -

( وأوصي الشباب ألا يسمعوا لشبهتين خبيثتين:

*  الشبهة الأولى: نقرأ في الكتب ونُجالس أهل البدع ونأخذ الحق وندع الباطل!!، هذه لعِبَت –كما يُقال- دوراً كبيراً في رمي كثيرٍ من الشباب وإخراجهم من المنهج السلفي ورميهم في أحضان أهل الباطل و البدع؛ فهو المسكين يقرأ في كتب البدع ولا يميز بين الحق والباطل، فيرى الحقَّ باطلاً والباطل حقَّاً فيضل. ) .

وقال أيضاً : ( وكثيرٌ من الناس يخدع الشباب ويقول: "إقرأ (إقرأ) خذ الحق و اترك الباطل"، و يكون الشباب مساكين ما عندهم شيء، ما عندهم تمييز بين الحق و الباطل، فيقع في الباطل و يظنُّه حقًا، و يُحارب الحقَّ و يظنُّه باطلاً، وهذا حصل لكثيرٍ من الناس، من هذه المَصْيَدة، فالسبب ما كانوا يقرأون لأهل البدع.
وأُلِّفتْ كتب في التحذير من كتب أهل البدع، ومنها كتاب المُوفَّقِّ ابن قدامة : "تحريم النظر في كتب أهل البدع"، ولهم تحذيراتٌ : أحمد بن حنبل والذهبي وابن تيميه وابن القيم كلُّهم حذَّروا من كتب أهل البدع تحذيراً شديدا (حـذَّروا منها) وبعضُهم يرى إحراقها، ومنهم ابن القيم ومنهم أحمد بن حنبل، وإتلافها لأنَّ فيها دمار للأمة، فيها إفساد. ) .

هذا ما أردت الإشارة إليه وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 كتبه 

أبوعبدالله محمد سيف الدين السوداني