الخميس، 10 يوليو 2014

تنبيهاتٌ حول كتاب « المخرج من الفتنة » للإمام الوادعي رحمه الله

[ تنبيهاتٌ حول كتاب  « المخرج من الفتنة » للإمام مُقبل الوادعي رحمه الله ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فهذه تنبيهاتٌ مختصرة حول كتاب  « المخرج من الفِتنة » للإمام العلاَّمة مُقبل الوادعي رحمه الله و السبب الذي جعلني أكتب هذه التنبيهات ما رأيته من بعضِ أهل التميّع والتحزب من تعلّقٍ ببعض كلام الشَّيخ رحمه الله في هذه الكتاب من ثناءٍ على بعض المخالفين مع أنَّ الشَّيخ تراجع من هذه المواطن التي يتعلّقُ بها المخالفون كما سيأتي.
فصنفٌ من هؤلاء المميعة يريد أنَّ يجعل هذه الأخطاء التي تراجع عنها الشَّيخ هي منهج الشَّيخ الذي يسير عليه!
وصنفٌ يريد أنْ يُلجمَ أهل السُّنّة ويُسكِتهم من الكلام في أهل البدع بحجّة " لماذا تتكلمون علينا ولا تتكلمون في الشَّيخ مُقبل وقد قال بقولنا ؟ " .

فأقول وبالله التوفيق تراجع الشَّيخ مُقبل الوادعي من كلامه هذا دلّت عليه عدّه أمور منها :

ما سُطِرَ في مقدّمة الكتاب الطبعة الأخيرة  « الخامسة » طبعة  « دار الآثار » جاء في الحاشية [ صفحة 5] : ( وممّا ينبغي أنْ يُعلم أنَّ هذا الكتاب كان من طليعةِ ما ألفه الشَّيخ رحمه الله في الجماعات الإسلاميَّة وقد كان فيه شئ من حُسن الظنّ ببعض الدُعاة الذين كشفت الإيام حقيقتهم وجلَّت للعيان خبيَّتَهم، فكان للشَّيخ فيهم كلامٌ آخر في كتبه الأخرى التي صدرت بعد هذا الكتاب مثل  «غارة الأشرطة » و  «قمعُ المُعانِد» و  «المُصارعة» و  «مقتلُ الشَّيخ جميل الرحمن الأفغاني» و  «فضائح ونصائح» و  «الباعث على إنكار البدع والحوادث» و  «البركان لنسف جامعة الإيمان» و  «إسكات الكلب العاوي» و آخرها  «تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب» فينبغي الرجوع إليها لمعرفةِ كلامه المتأخر في أولئك الدُّعاة، ولكن لضيقِ الوقتِ وإلحاحُ الناسِ في طلب الكتاب أرجأنا هذا العمل لحينٍ آخر، ولعلّ هذه الإحالة كافية إن شاءَ الله)  أ ﻫـ .

ومنها أنَّ  ﺍﻟﺸَّﻴﺦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ نبّه ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ
ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ :

ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﺤﺖ ﻓﺼﻞ « ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ » :

( ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧَّﻲ ﻛﺘﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃًﻟﻢ ﺑﺄﺣﻮﺍﻟﻬﻢ، ﻷﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩِّ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻜُﺘَّﺎﺏ، ﻓﺠﺰﺍﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ) . [ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺻﻔﺤﺔ 145 ] .

ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً :

( ﻭﻛﺬﺍ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻣُﻠِﻤّﺎً ﺑﺄﺣﻮﺍﻟﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﺎ ﻛُﺘﺐ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣُﺒﺘﺪﻉٌ ﺯﺍﺋﻎ ! ) .

[ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺻﻔﺤﺔ 146 ]

وقال أيضاً :

( وبعد هذا فإنّي أنصح بقراءة ما كتبه أخونا في الله الشَّيخ ربيع بن هادي حول سيد قطب وكتبه )

[ المخرج صفحة 153 ]

ومنها ما نقله عنه طُلابه من دروسه من تراجعه عن هذه الأخطاء

قال لي الشَّيخ الفاضل أبو همّام البيضاني - حفظه الله - وهو من طلبة الإمام الوادعي رحمه الله :

لمّا سألته عن من يحتجُ بثناء الشَّيخ مُقبل على جماعة التبليغ في كتاب  « المخرج من الفتنة »
  قال « وقد سمعت الشَّيخ - أي مقبل الوادعي - في دروسه يُحذّر منهم - أي : جماعة التبليغ - ويقول لقد كنت أثني عليهم قديماً » أ ﻫـ .

وقال :  « فتاوى الشّيخ في التحذير من هذه الجماعة مشهورة منشورة » أ ﻫـ .

وجاء في كتاب  « الشَّيخ مُقبل ودار الحديث بدمَّاج صفحة 140 » لمعمر القدسي
فصل : [ بعضُ أقواله التي سمعتها وقيّدتها من فِيه ]

قال العلاَّمة مُقبل الوادعي رحمه الله : 

« المخرج من الفِتنة يحتاجُ إلى مراجعة فقد حصلت فيه أخطاء مثل الثناء على حسن البنّا وجماعة التبليغ وإقرار الجماعات » أ ﻫـ .

وفي هذه النقولات كفاية لبيان تراجع الشَّيخ و لم يبقَ متمسّكٌ لحزبيٍ رعديد أو لحدّاديٍّ بغيض ليطعن في الشَّيخ، هذا وصل اللهمَّ على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين

وكتب
أبوعبدالله مُحمّد سيف الدين السوداني