الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعــد :
فلقد كنت خلال الأشهر السابقة أشتاق إلى الذهاب إلى دار الحديث بدماج لطلب العلم عند شيخنا الناصح الأمين الشيخ الفاضل الزاهد يحيى بن علي الحجوري – حفظه الله , ولقد كنت أدعوا الله كثيراً أن ييسر لي الذهاب إلى تلك الدار العامرة بالتوحيد والسنة والعلم ولقد كنت أتمثل بهذه الأبيات :
أما بعــد :
فلقد كنت خلال الأشهر السابقة أشتاق إلى الذهاب إلى دار الحديث بدماج لطلب العلم عند شيخنا الناصح الأمين الشيخ الفاضل الزاهد يحيى بن علي الحجوري – حفظه الله , ولقد كنت أدعوا الله كثيراً أن ييسر لي الذهاب إلى تلك الدار العامرة بالتوحيد والسنة والعلم ولقد كنت أتمثل بهذه الأبيات :
و بهذه الأبيات أيضاً :
وكان رجائي بالله كبير في أن ييسر لي ذلك فهو القائل في كتابه الكريم :
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} .
ولقد يسر الله لي الذهاب إلى دار الحديث بدماج , فبدأت سفري ووصولي إلى صنعاء ومن ثم انطلقت من العاصمة صنعاء فمررنا بنقاط الحوثيين وقد وجدتهم مكفوفيَّ الأيدي , وملجميَّ الأفواه تغشى على وجوههم الذلة والمهانة وقد أعز الله أهل السنة والتوحيد وله الحمد والمنة ومن ثم انطلقنا باتجاه تلك الدار العامرة فحينما وصلت ضواحي ومداخل دماج ورأيت الطلاب يتوجهون إلى صلاة الظهر بأعداد كبيرة اندهشت لذلك وفرحت بوصولي إلى دماج التي لطالما حلمت بذلك كثيراً ودعوت الله كثيراً وقد وصلت مرهقاً لأن السفر كان شاقاً وبعيداً فوصلت إلى الوادي إلى البيت الذي سأسكن فيه وسمعت الشيخ يحيى قد بدأ درسه العام بعد صلاة الظهر وكنت أريد أن أحضره إلا أن الظروف لم تسمح لي بذلك فلما حَضَرَتْ صلاة العصر انطلقت مباشرة إلى المسجد فصليت العصر وحضرت درس صحيح البخاري بعد صلاة العصر وقد والله رأيت انشراح الصدر واطمئنان القلب ورأيت المسجد يزدحم بالطلاب فلقد رأيت إخواناً ووفودا ًمن الطلاب كثيرة لا يحصي عددهم إلا الله ولقد رأيت صوراً كثيرة من الطلاب لم يسبق لي أن رأيت تلك الصور سابقاً ولما بدأ الشيخ يحيى الدرس وأمر الطلاب أن يُسمِّعوا الحديث بين كل سارية وسارية ثم بعد ذلك قرأ الشيخ يحيى حديثاً من صحيح البخاري وشرحه شرحاً طيباً وما أقوى شروحه واستنباطه للحديث فقد اندهشت لما حباه الله هذا الرجل من الخير والعلم والحكمة والشجاعة فقد اجتمعت فيه صفات كثيرة ولو رآه الشيخ مقبل ورأى ما فتح الله على طالبه المحنك الشيخ يحيى لأثنى عليه ثناءاً عظيماً وبعد أن انتهى الشيخ يحيى من درسه جلست قليلاً فرأيت خيراً عظيماً فلقد رأيت الطلاب مقبلون على الدروس والحفظ والتسميع إقبالاً عظيمماً يُحسدون على ذلك ؛ ثم حضرت صلاة المغرب فصلى بنا الشيخ الوقور الفاضل أحمد الوصابي ثم صعد شيخنا الناصح الأمين على كرسيه وكعادته لإلقاء الدروس فقد بدأ بالإجابة على أسئلة الطلاب وحل إشكالاتهم ثم بعد ذلك درس في صحيح مسلم , ثم درس في جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر , ثم درس في كتاب الحطة في ذكر الصحاح الستة لصديق حسن خان , فرأيت الشيخ على أحسن ما يرى فقد رأيت الفوائد والدرر الغزيرة النافعة بإذن الله , وقد وفقه الله للقيام بهذه الدار العامرة التي لا يستطيع القيام بها إلا من وهبه الله كما وهب الشيخ يحيى وتجده في غاية من الصبر والمثابرة فلا تجده ينقطع عن الدروس إلا في النادر بل يكاد لا ينقطع عنها أبداً وهذا من فضل الله ومنته على شيخنا أن ألبسه ثياب الصحة والعافية فاسئل الله أن يمتعه بالصحة والعافية وأن يمد ويبارك بعمره ويثبتنا وإياه على الحق, وهكذا بعد أن ينتهي الشيخ من الدرس بين مغربٍ وعشاء يؤذن لصلاة العشاء ومن ثم نصلي العشاء ويأتم بنا للصلاة الشيخ أحمد الوصابي , وبعد صلاة العشاء ترى الطلاب منهم من ينصرف وخاصة أصحاب العوائل , ومنهم من يُدَرِّسُ ومنهم من يَدْرُسُ ومنهم من يحفظ ومنهم من يُسمع ومنهم من يُراجع ؛ وهكذا تجد المسجد معمورا بالعلم وبطاعة الله حتى صلاة الفجر فإذا حضرت صلاة الفجر صلى بنا الشيخ يحيى ولا تكاد تشبع من صوته فقد حباه الله صوتاً طيباً وعند الإنتهاء من الصلاة ترى المسجد يُدوي كدويِّ النحل فقد قمت لأدُور مع الطلاب بعد صلاة الفجر فبينما أنا قائم أدور على السواري رأيت المركز يدوي بصوت القرآن وقد والله أثلج صدري ما رأيت من هذا الموقف العظيم وهكذا في مسجد المزرعة تجد الطلاب بعد صلاة الفجر يقبلون على تلاوة القرآن تلاوة وحفظاً ومراجعة , وهكذا هو دأب شيخهم يحيى وباقي المشايخ فهو له ورد يومياً من القرآن يُسمع عند أحد إخوانه ولا ينصرف كل يوم إلا بعد الشروق بعد أن يصلي ركعتي الشروق , وهكذا بعد الشروق ترى كثرة الدروس التي لا يستطيع حصرها وقد تبلغ الدروس في اليوم والليلة فوق الخمسين درساً تقريباً , وعند حضور صلاة الظهر يصعد شيخنا يحيى على الكرسي لإلقاء الدرس يوم في تفسير ابن كثير ويوم في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين للشيخ مقبل وقد وهب الله الشيخ يحيى هيبة ومحبة عند طلابه فترى الطلاب ينتابهم الأدب والسكينة والوقار عند إلقاء الشيخ يحيى دروسه وهذا من فضل الله ومنته على شيخنا يحيى , وهكذا يوم الجمعة ترى الطلاب يبادرون إلى التبكير إلى صلاة الجمعة وقد ذهبت أنا يوم الجمعة مبكراً فلما قرب وقت الأذان إذ بي ألتفت إلى خلفي وقد رأيت المسجد قد اكتض بالحاضرين فلما دخل الشيخ يحيى إذا بالحاضرين وكأن على رؤوسهم الطير وإذا بالحراس ينتدبون على السواري والجدران وعند أن رأيت هذا التلاحم وهذه الحراسة وهذا المشهد العظيم ذرفت عيناي بالدموع وزاد ذلك المشهد أعظم حين أن صعد الشيخ يحيى على المنبر فقد رأيته كالأسد له هيبة ومحبة عند الخلق فلله الحمد والمنة , وهكذا لما انتهى الشيخ يحيى من الخطبة وكانت خطبة قوية عن التحذير من الحوار الوطني وقد أثلجت صدور الحاضرين ودمعت أعين السامعين لما تحمل من غيرة على دين الله وكنت جالساً بين الصفوف فلما أقيمت الصلاة ما شعرت إلا والصف قد اكتمل ولم أرى مجالاً فوجدت المسجد قد ازدحم وليس لي حل سوى أن أصعد إلى الدور الثاني أو أصلي خارج المسجد فصليت في الدور الثاني وهكذا في بعض الصلوات كصلاة العشاء ترى المسجد يمتلأ بالمصلين وهكذا البيوت مزدحمة فتجد كثيرا من الطلاب يبحثون عن سكن لهم فمنهم من يتيسر لهم ومنهم من لم يتيسر لهم وقد أمر الشيخ يحيى أن يبنى بيوت على حساب الدعوة في القصبة فوق بيوت الطلاب وهكذا بدأ الطلاب يشترون أراضي في الحدب فاسئل الله أن ييسر بمن ينفس عن الطلاب بتوسعة أو بناء مسجد وهكذا ببناء بيوت للطلاب إنه جوادٌ كريم والحمدلله رب العالمين .
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} .
ولقد يسر الله لي الذهاب إلى دار الحديث بدماج , فبدأت سفري ووصولي إلى صنعاء ومن ثم انطلقت من العاصمة صنعاء فمررنا بنقاط الحوثيين وقد وجدتهم مكفوفيَّ الأيدي , وملجميَّ الأفواه تغشى على وجوههم الذلة والمهانة وقد أعز الله أهل السنة والتوحيد وله الحمد والمنة ومن ثم انطلقنا باتجاه تلك الدار العامرة فحينما وصلت ضواحي ومداخل دماج ورأيت الطلاب يتوجهون إلى صلاة الظهر بأعداد كبيرة اندهشت لذلك وفرحت بوصولي إلى دماج التي لطالما حلمت بذلك كثيراً ودعوت الله كثيراً وقد وصلت مرهقاً لأن السفر كان شاقاً وبعيداً فوصلت إلى الوادي إلى البيت الذي سأسكن فيه وسمعت الشيخ يحيى قد بدأ درسه العام بعد صلاة الظهر وكنت أريد أن أحضره إلا أن الظروف لم تسمح لي بذلك فلما حَضَرَتْ صلاة العصر انطلقت مباشرة إلى المسجد فصليت العصر وحضرت درس صحيح البخاري بعد صلاة العصر وقد والله رأيت انشراح الصدر واطمئنان القلب ورأيت المسجد يزدحم بالطلاب فلقد رأيت إخواناً ووفودا ًمن الطلاب كثيرة لا يحصي عددهم إلا الله ولقد رأيت صوراً كثيرة من الطلاب لم يسبق لي أن رأيت تلك الصور سابقاً ولما بدأ الشيخ يحيى الدرس وأمر الطلاب أن يُسمِّعوا الحديث بين كل سارية وسارية ثم بعد ذلك قرأ الشيخ يحيى حديثاً من صحيح البخاري وشرحه شرحاً طيباً وما أقوى شروحه واستنباطه للحديث فقد اندهشت لما حباه الله هذا الرجل من الخير والعلم والحكمة والشجاعة فقد اجتمعت فيه صفات كثيرة ولو رآه الشيخ مقبل ورأى ما فتح الله على طالبه المحنك الشيخ يحيى لأثنى عليه ثناءاً عظيماً وبعد أن انتهى الشيخ يحيى من درسه جلست قليلاً فرأيت خيراً عظيماً فلقد رأيت الطلاب مقبلون على الدروس والحفظ والتسميع إقبالاً عظيمماً يُحسدون على ذلك ؛ ثم حضرت صلاة المغرب فصلى بنا الشيخ الوقور الفاضل أحمد الوصابي ثم صعد شيخنا الناصح الأمين على كرسيه وكعادته لإلقاء الدروس فقد بدأ بالإجابة على أسئلة الطلاب وحل إشكالاتهم ثم بعد ذلك درس في صحيح مسلم , ثم درس في جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر , ثم درس في كتاب الحطة في ذكر الصحاح الستة لصديق حسن خان , فرأيت الشيخ على أحسن ما يرى فقد رأيت الفوائد والدرر الغزيرة النافعة بإذن الله , وقد وفقه الله للقيام بهذه الدار العامرة التي لا يستطيع القيام بها إلا من وهبه الله كما وهب الشيخ يحيى وتجده في غاية من الصبر والمثابرة فلا تجده ينقطع عن الدروس إلا في النادر بل يكاد لا ينقطع عنها أبداً وهذا من فضل الله ومنته على شيخنا أن ألبسه ثياب الصحة والعافية فاسئل الله أن يمتعه بالصحة والعافية وأن يمد ويبارك بعمره ويثبتنا وإياه على الحق, وهكذا بعد أن ينتهي الشيخ من الدرس بين مغربٍ وعشاء يؤذن لصلاة العشاء ومن ثم نصلي العشاء ويأتم بنا للصلاة الشيخ أحمد الوصابي , وبعد صلاة العشاء ترى الطلاب منهم من ينصرف وخاصة أصحاب العوائل , ومنهم من يُدَرِّسُ ومنهم من يَدْرُسُ ومنهم من يحفظ ومنهم من يُسمع ومنهم من يُراجع ؛ وهكذا تجد المسجد معمورا بالعلم وبطاعة الله حتى صلاة الفجر فإذا حضرت صلاة الفجر صلى بنا الشيخ يحيى ولا تكاد تشبع من صوته فقد حباه الله صوتاً طيباً وعند الإنتهاء من الصلاة ترى المسجد يُدوي كدويِّ النحل فقد قمت لأدُور مع الطلاب بعد صلاة الفجر فبينما أنا قائم أدور على السواري رأيت المركز يدوي بصوت القرآن وقد والله أثلج صدري ما رأيت من هذا الموقف العظيم وهكذا في مسجد المزرعة تجد الطلاب بعد صلاة الفجر يقبلون على تلاوة القرآن تلاوة وحفظاً ومراجعة , وهكذا هو دأب شيخهم يحيى وباقي المشايخ فهو له ورد يومياً من القرآن يُسمع عند أحد إخوانه ولا ينصرف كل يوم إلا بعد الشروق بعد أن يصلي ركعتي الشروق , وهكذا بعد الشروق ترى كثرة الدروس التي لا يستطيع حصرها وقد تبلغ الدروس في اليوم والليلة فوق الخمسين درساً تقريباً , وعند حضور صلاة الظهر يصعد شيخنا يحيى على الكرسي لإلقاء الدرس يوم في تفسير ابن كثير ويوم في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين للشيخ مقبل وقد وهب الله الشيخ يحيى هيبة ومحبة عند طلابه فترى الطلاب ينتابهم الأدب والسكينة والوقار عند إلقاء الشيخ يحيى دروسه وهذا من فضل الله ومنته على شيخنا يحيى , وهكذا يوم الجمعة ترى الطلاب يبادرون إلى التبكير إلى صلاة الجمعة وقد ذهبت أنا يوم الجمعة مبكراً فلما قرب وقت الأذان إذ بي ألتفت إلى خلفي وقد رأيت المسجد قد اكتض بالحاضرين فلما دخل الشيخ يحيى إذا بالحاضرين وكأن على رؤوسهم الطير وإذا بالحراس ينتدبون على السواري والجدران وعند أن رأيت هذا التلاحم وهذه الحراسة وهذا المشهد العظيم ذرفت عيناي بالدموع وزاد ذلك المشهد أعظم حين أن صعد الشيخ يحيى على المنبر فقد رأيته كالأسد له هيبة ومحبة عند الخلق فلله الحمد والمنة , وهكذا لما انتهى الشيخ يحيى من الخطبة وكانت خطبة قوية عن التحذير من الحوار الوطني وقد أثلجت صدور الحاضرين ودمعت أعين السامعين لما تحمل من غيرة على دين الله وكنت جالساً بين الصفوف فلما أقيمت الصلاة ما شعرت إلا والصف قد اكتمل ولم أرى مجالاً فوجدت المسجد قد ازدحم وليس لي حل سوى أن أصعد إلى الدور الثاني أو أصلي خارج المسجد فصليت في الدور الثاني وهكذا في بعض الصلوات كصلاة العشاء ترى المسجد يمتلأ بالمصلين وهكذا البيوت مزدحمة فتجد كثيرا من الطلاب يبحثون عن سكن لهم فمنهم من يتيسر لهم ومنهم من لم يتيسر لهم وقد أمر الشيخ يحيى أن يبنى بيوت على حساب الدعوة في القصبة فوق بيوت الطلاب وهكذا بدأ الطلاب يشترون أراضي في الحدب فاسئل الله أن ييسر بمن ينفس عن الطلاب بتوسعة أو بناء مسجد وهكذا ببناء بيوت للطلاب إنه جوادٌ كريم والحمدلله رب العالمين .
كتبه
أبو عمار نادر عبده علي قاسم البعداني
بتاريخ 12 / 4 / 1434هـ
دار الحديث السلفية بدماج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق